رئيس الوزراء: 1800 شركة أمريكية تعمل في مصر بإجمالي استثمارات 47 مليار دولار

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى قادة السياسة المصرية الأمريكية 2025، والذي حضره الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل؛ الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ أحمد كوجوك وزير المالية؛ عن كثب. حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية؛ والمهندس. كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية.
استراتيجية مصر للتحول الاقتصادي
وشارك في الاجتماع أيضًا السفير هيرو مصطفى جارج، سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي.
وبدأ رئيس الوزراء كلمته بالإعراب عن سعادته بالمشاركة اليوم في هذا المنتدى الفريد، منتدى قادة السياسة الأمريكية المصرية، معرباً عن خالص امتنانه لغرفة التجارة الأمريكية في مصر والولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم هذا الاجتماع المهم.
كما رحب الدكتور مصطفى مدبولي بالسيدة سوزان كلارك، رئيسة مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية والمديرة التنفيذية لها، والسيد جون كريستمان، الرئيس التنفيذي لشركة أباتشي ورئيس مجلس الأعمال الأمريكي المصري. وهذا بفضل جهودهم الدؤوبة في قيادة هذه المجموعة النخبوية من كبار قادة الأعمال الأميركيين.
ورحب رئيس الوزراء أيضاً بجميع ممثلي مجتمع الأعمال الأمريكي، الذي تواصل معظم شركاته العمل بنجاح في السوق المصرية.
وتحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن دور المنتدى في تجسيد الأهمية الاستراتيجية للتعاون الاقتصادي بين مصر والولايات المتحدة، وهو تعاون يقوم على الاحترام المتبادل، والرغبة المشتركة في الرخاء، وتاريخ طويل من الشراكات البناءة. ونذكر أننا عملنا بلا كلل على مدى عقود من الزمن من أجل تحسين مختلف مجالات هذا التعاون. سواء على المستوى الثنائي أو فيما يتعلق بالتطورات الإقليمية، من أجل تحقيق أهدافنا الاستراتيجية المشتركة.
وأضاف رئيس الوزراء: “لقد أثبتت مصر مرارًا وتكرارًا أنها شريك موثوق وفعال للولايات المتحدة. ويستند هذا إلى التفاهم المشترك بأن مواجهة التحديات العميقة في الشرق الأوسط تتطلب تعميق التعاون بين بلدينا”. وأكد أن هذه الشراكة تكتسب أهمية خاصة اليوم في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم حاليا، فضلا عن الأزمات الأمنية والسياسية غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة.
وأضاف مدبولي: “يعكس منتدى اليوم التزام مصر بتعزيز دور القطاع الخاص في جهودها لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة. ويُعد تعزيز القطاع الخاص ركيزةً أساسيةً في استراتيجية التحول الاقتصادي في مصر، ويعكس التزامًا راسخًا بتهيئة بيئة تنافسية ومنفتحة ومحفزة تُمكّن المؤسسات الخاصة من قيادة الابتكار وخلق فرص العمل وتحقيق نمو مستدام طويل الأمد”.
وفي هذا السياق أشار رئيس الوزراء إلى أن مصر بدأت في تنفيذ عدد من الخطوات الملموسة لوضع هذا النهج موضع التنفيذ. ومن أهم هذه الإجراءات نشر وتطبيق “وثيقة سياسة ملكية الدولة”، التي تحدد بوضوح القطاعات التي تنوي الدولة تقليص دورها فيها أو الانسحاب منها كلياً. والهدف هو إرسال رسالة واضحة إلى الأسواق والمستثمرين حول الدور الجديد للدولة.
وأضاف الدكتور مدبولي: وبالتوازي مع ذلك، تم التوسع في استخدام آليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في عدد من القطاعات الرئيسية، بما في ذلك النقل والطاقة المتجددة والتعليم والبنية التحتية للمياه. وقد مكّن هذا القطاع الخاص من لعب دور قيادي في تنمية الأصول الوطنية الاستراتيجية. وأوضح أنه تم إنشاء منصات خاصة لدعم المستثمرين، وعلى رأسها نظام “الرخصة الذهبية”، الذي يتيح للمستثمرين البدء في تنفيذ وتشغيل مشاريعهم بأقل عناء إداري من خلال موافقة مجلس الوزراء مرة واحدة.
وفيما يتعلق بمناخ الأعمال، أكد رئيس الوزراء في كلمته أن مصر أولت اهتماما كبيرا بتحسين مناخ الأعمال من خلال تنفيذ إصلاحات مالية ونقدية شاملة ورقمنة الخدمات الحكومية وتطوير إطار قانوني وتنظيمي حديث. وقد ساهم كل هذا في زيادة الشفافية وتعزيز القدرة على التنبؤ وتحسين القدرة التنافسية. وبالإضافة إلى ذلك، تواصل الحكومة تعزيز سيادة القانون وتعمل على خلق بيئة أعمال جاذبة تمكن المستثمرين المحليين والدوليين من النجاح والازدهار.
وبعد ذلك تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن ما قامت به الدولة المصرية خلال العقد الماضي من استثمار المليارات في الاقتصاد. ولتطوير البنية التحتية، لا بد من توسيع شبكات الطرق والسكك الحديدية، وتحديث الموانئ والمطارات، وزيادة القدرة على استخدام الطاقة، وإنشاء مناطق لوجستية وصناعية جديدة.
وبحسب رئيس الوزراء، فإن جهود الدولة شملت أيضاً توسيع قناة السويس، وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، وبناء 24 مدينة جديدة. وأكد أن هذه الجهود أرست الأساس لاقتصاد مستقبلي يعكس رؤية طويلة الأمد تهدف إلى توزيع النمو بشكل أكثر توازناً وتنويع القاعدة الاقتصادية، مع التركيز على دعم التصنيع وتحسين الربط بين المناطق وجذب الاستثمارات الأجنبية.
قال الدكتور مصطفى مدبولي، في معرض حديثه عن توسيع البنية التحتية والإنشاءات الجديدة: “إن تطوير أهم أصولنا في صميم التحول الاقتصادي في مصر: شعبنا. فالقوى العاملة المنتجة والماهرة والمبتكرة محرك رئيسي للنمو الاقتصادي المستدام. ويُعد شبابنا من أهم مواردنا، بفضل إبداعهم وطموحهم والتزامهم بالتحول الرقمي، مما يُسهم في نمو قطاع الشركات الناشئة والصغيرة”. وأشار إلى أن الحكومة تستثمر في التعليم والرعاية الصحية والتدريب المهني لضمان إعداد القوى العاملة لمتطلبات الصناعات المستقبلية.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء: “في الوقت نفسه، تبنت مصر التحول الرقمي والشمول المالي كعاملين أساسيين للنمو الاقتصادي والتحديث”. تلعب التكنولوجيا الرقمية دورًا حاسمًا في تحويل الصناعات وزيادة الإنتاجية وتوسيع نطاق الوصول المالي لجميع المواطنين. وأشار إلى أن استراتيجية مصر الرقمية تدفع عجلة التحول نحو الريادة الإقليمية في الابتكار الرقمي من خلال دمج التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة عبر مختلف القطاعات الاقتصادية.
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن ما قدمه في كلمته ما هو إلا لمحة عن التحول غير المسبوق الذي تعيشه مصر بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية. إن هذا التغيير يمهد الطريق لمستقبل أفضل بإمكانيات غير محدودة وآفاق واعدة.
وقال: “اليوم تعمل في مصر أكثر من 1800 شركة أمريكية، وتجاوز إجمالي الاستثمارات الأمريكية خلال العقدين الماضيين 47 مليار دولار”. وتمثل هذه الشركات مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك الطاقة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المالية والرعاية الصحية، مما يعكس قوة وحيوية العلاقات الاقتصادية بين بلدينا. وحث المشاركين في هذا المنتدى على استكشاف فرص الاستثمار العديدة المتاحة في مختلف قطاعات الإنتاج في مصر. مصر ليست مجرد سوق يضم أكثر من 107 مليون نسمة، بل هي أيضًا بوابة إلى أفريقيا والشرق الأوسط وما بعد ذلك. ومن خلال شبكتها الواسعة من الاتفاقيات التجارية، فإنها توفر للمستثمرين إمكانية الوصول إلى أكثر من 1.5 مليار مستهلك.
وقبل أن يختتم كلمته، أعلن رئيس الوزراء عن تطورين مهمين مرتبطين بشكل مباشر بالأعمال التجارية الأميركية في قطاعين رئيسيين: صناعة السيارات وشهادة الحلال لمنتجات الألبان. قال: “كما تعلمون، كشفت مناقشات موسعة مع الجانب الأمريكي عن اهتمام متزايد بقطاع السيارات، ودُعيت لتخفيف القيود على دخول المركبات الأمريكية كاملة الحجم إلى السوق المصرية. وفي هذا السياق، أصدر نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل قبل أيام قليلة، في 11 مايو/أيار، القرار رقم 112 لسنة 2025. وينص هذا القرار على إلغاء شرط الالتزام بالمواصفات القياسية المصرية الإلزامية للقائمة رقم 44 للسلع والمنتجات التقنية”.
وأضاف: تم إبلاغ منظمة التجارة العالمية بهذه التغييرات التنظيمية الجديدة، وبالتالي أصبحت السوق المصرية مفتوحة أمام استيراد السيارات الأمريكية دون أي عوائق.
وتابع الدكتور مدبولي: ثانياً، يعد الإعفاء الدائم لمنتجات الألبان ومشتقاتها من شرط الحصول على شهادة الحلال عند الاستيراد خطوة نوعية جديدة نحو تعزيز العلاقات التجارية بين مصر والولايات المتحدة. في 12 مارس 2025، تم تقديم إخطار رسمي بهذا الإعفاء بموجب اتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن الحواجز الفنية أمام التجارة. كما تعمل وزارة الزراعة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة وتنويع عدد الجهات المخولة بإصدار شهادات الحلال. كما تدرس الهيئة تخفيض رسوم تقييم المطابقة للمنتجات الغذائية والشركات المصدرة للسلع التي تتطلب الحصول على شهادة الحلال.
وفي السياق ذاته، وصلت مصر والولايات المتحدة إلى المراحل النهائية لإبرام اتفاقية للتعاون المتبادل بين إدارتيهما الجمركيتين.
واختتم رئيس الوزراء كلمته مشيراً إلى أنه حدد للمشاركين في المنتدى عدداً من المسارات التي تسير فيها مصر، والتي تؤدي جميعها إلى هدف واحد وهو تحقيق رؤيتنا للتنمية الاقتصادية الشاملة القائمة على تعافينا الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية وتعزيز القطاع الخاص.
وأضاف: “وأخيرًا، أود أن أتوجه مباشرةً إلى مجتمع الأعمال الأمريكي: إصلاحاتنا ملموسة، وأسواقنا ديناميكية، وشعبنا مستعد. فلنعمل معًا لتطوير التقنيات والصناعات والابتكارات التي تخدم مصالح بلدينا. أدعوكم للاستفادة من فرص الاستثمار العديدة في مختلف القطاعات الإنتاجية في مصر خلال جلسات اليوم والغد. أرحب مجددًا بالمشاركين في المنتدى وأتمنى لهم اجتماعًا ناجحًا”.