إلهام أبو الفتح تكتب.. سلامتك يا أبو زهرة

في برنامج «صباح البلد» المذاع على قناة «صدى البلد»، استعرضت الإعلامية رشا مجدي مقالاً للكاتبة إلهام أبو الفتح، رئيس تحرير جريدة الأخبار ورئيس شبكة قنوات ومواقع «صدى البلد». نُشر المقال في صحيفة الأخبار تحت عنوان “الشفاء العاجل يا أبو زهرة”.
يمتلك عبد الرحمن أبو زهرة تاريخًا فنيًا عظيمًا محفورًا في وجدان الفن المصري والعربي، تمامًا مثل عادل إمام ومحمود ياسين ونور الشريف وغيرهم الكثيرين. واستطاع أن يصبح جزءاً من العائلة المصرية، حيث شاهدوا مسلسلات مثل «الجزيرة» و«بحب السيما» و«الملاك والشيطان» والعديد من المسلسلات التي ظهر فيها، حتى لو في مشاهد قليلة، لكنها بقيت في الذاكرة.
وكان يعاني من مشاكل صحية واتصل به الرئيس الإنساني عبد الفتاح السيسي للاطمئنان عليه لأنه يعرف قيمته. وكانت هذه لفتة إنسانية ذات دلالات عديدة: فرموز الفن والثقافة ليست بعيدة عن اهتمام الدولة ولا تتلاشى مع مرور الوقت.
واليوم، في زمن يحتاج فيه الفن إلى رموزه، يبقى عبد الرحمن أبو زهرة علامة فارقة في تاريخ الإبداع العربي، ليس فقط بسبب الأدوار الخالدة التي جسدها، بل أيضاً بصوته المميز وأدائه الفريد الذي يجمع بين الصدق والوقار والموهبة. من القلائل الذين أضافوا الهيبة للمسرح المصري، والعمق للدراما، والاحترام للشخصية الفنية. على مدى أكثر من خمسين عامًا، قدم العشرات من الأعمال التي أثرت في القلوب والعقول.
الملك لير وكونت مونت كريستو. كما أتقن اللغة العربية الفصحى وأضفى عليها روحاً جديدة من خلال لغته.
عبد الرحمن أبو زهرة ليس مجرد فنان بارز في تاريخ الدراما المصرية، بل هو أحد أعمدتها وشاهد حي على زمن كانت الشخصيات فيه تصنع بروح وحرفية. تظل عروضه على المسرح والتزامه الدائم بالكرامة والذوق الرفيع في وجداننا كرمز لا يمحى.
وباعتباره فنانًا من العصور القديمة الجميلة، لم يكن مهووسًا بالشهرة ولا مفتونًا بالأضواء، بل ظل مقتنعًا بأن الفن رسالة قبل أن يكون مهنة، وأن الكرامة هي الشرط الأول للإبداع. بفضل القيم التي يمثلها بالالتزام والاحترام، اكتسب محبة الجماهير. لقد كان وما زال من أفضل الوجوه التي دافعت عن الفن وعبّرت عنه. بالشفاء العاجل يا أبو زهرة، وإن شاء الله ترجع لجمهورك في أقرب وقت، فالمسرح ما زال ينتظر خطواتك، والكاميرا ما زالت تعرف مكانك وموقفك.