سمير صبري خدع عبدالحليم حافظ فانفتح له باب المجد.. ما القصة؟

يصادف اليوم الذكرى الثالثة لرحيل الفنان الكبير والإعلامي سمير صبري. كان واحداً من أهم الفنانين متعددي المواهب في تاريخ الفن المصري، وترك بصمته في كل المجالات التي عمل بها، سواء التمثيل أو الإعلام أو الغناء.
بين خطوات القدر ومواقف الصدفة، كانت رحلة سمير صبري مليئة بالقصص غير التقليدية التي تليق بمسيرة نجم فريد من نوعه.
وفي إحدى ذكرياته الطريفة، روى الفنان الراحل أول لقاء له بالفنان عبد الحليم حافظ، عندما التقى به في مصعد عمارة “السعوديين” المطلة على النيل، حيث كانا يعيشان معًا.
سمير صبري وعبد الحليم حافظ
ولكن صبري، الطفل في ذلك الوقت، لم يقدم نفسه بصورته الحقيقية، بل اخترع شخصية “بيتر”، الطفل الأمريكي الذي كان عبد الحليم معجباً به. واستمر بهذه الخدعة البيضاء لمدة عام كامل، حصل خلاله على صور وتوقيعات خاصة موجهة إلى “بيتر” من عبد الحليم، قبل أن يتم اكتشاف الخدعة ويسامحه عبد الحليم. استمرت صداقته مع سمير مدى الحياة.
وأدت هذه العلاقة إلى خطوات سمير الأولى أمام الكاميرا حين رافق عبد الحليم أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم “قصة حب”. هناك شارك مع المجموعة في مشهد “أحلم بك” وكانت تلك الثواني القليلة هي بداية الحلم.
ولكن هذا لم يكن كل شيء. بعد انتهاء التصوير ذهب عبد الحليم بصبرى إلى محطة الإذاعة حيث التقى بالنجمة لبنى عبد العزيز، التي منحته فرصته الأولى في برنامج “ركن الطفل”. بدأت مسيرته الإعلامية في إذاعة الشرق الأوسط وانتقلت إلى الشاشة الصغيرة حيث قدم أشهر البرامج مثل “النادي الدولي” و”كان يا مكان”.
سمير صبري
أما بالنسبة للتمثيل، فقد كانت تنتظره في محطة أخرى. عندما زار لبنى عبد العزيز في كواليس فيلم “اللص والكلاب”، كان أحد الممثلين مفقودًا. ولذلك طلبت من المخرج كمال الشيخ أن يعطي الدور لصبري الذي أعجبه بأدائه في المرة الأولى. لكن المفارقة هي أنه على الرغم من إعجابه به، إلا أن كمال الشيخ لم يعمل معه مرة أخرى.
تكررت هذه التجربة في أعمال أخرى حتى جاءت نقطة التحول الكبرى عام 1974 عندما رشحه الوزير يوسف السباعي للدور الرئيسي في فيلم “بومبا كشر” بعد أن رفض معظم النجوم الظهور في أول بطولة لهم إلى جانب نادية الجندي. حقق الفيلم نجاحا هائلا واستمر عرضه لمدة عام، تلاه نجاحات أخرى مثل “البحث عن فضيحة” و”العناق الدافئ” و”في الصيف الذي يجب أن نحب” والتي اكتسبت قاعدة جماهيرية ضخمة.
توفي الفنان سمير صبري عن عمر ناهز 85 عامًا بعد مشوار فني مميز جمع بين الإعلام والتمثيل والغناء. لكن قصصه ولحظاته المضحكة وذكرياته مع العظماء تبقى حية في قلوب محبيه وتشهد على موهبة نادرة قلّما نراها.