التفاصيل الكاملة لـ قضية أحمد الدجوي.. جريمة أم تخلص من الحياة ؟

منذ 3 أيام
التفاصيل الكاملة لـ قضية أحمد الدجوي.. جريمة أم تخلص من الحياة ؟

وقعت حادثة مأساوية بمدينة السادس من أكتوبر، في أعقاب تصاعد ملحوظ في نزاع الميراث داخل إحدى أبرز العائلات المصرية. توفي حفيد الدكتورة نوال الدجوي، رئيس جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، متأثرا بإصابته بطلق ناري داخل فيلته بعد ساعات من عودته من الخارج، بحسب بيان لوزارة الداخلية.

القصة الكاملة لأزمة داغوي

وقعت الحادثة في ظل نزاع عائلي محتدم بين الدكتورة نوال الدجوي وأحفادها على ميراث يقدر بمليارات الجنيهات. وقد جعلت الاتهامات المتبادلة باختلاس أموال العائلة الحادثة، التي جذبت بالفعل اهتمام الرأي العام في الساعات الأخيرة، أكثر تعقيدًا وغموضًا.

نوال الدجوي نوال الدجوي

إن تقرير السرقة يفتح الباب للنزاعات.

كان النزاع قد خرج إلى النور قبل أسابيع عندما تقدمت إنجي الدجوي، حفيدة الدكتورة نوال، ببلاغ رسمي إلى قسم الشرطة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول. وذكرت فيه أن شقة جدتها تعرضت للسرقة وسرقة مجوهرات ذهبية ومبالغ مالية كبيرة في خزائن حديدية.

وقد فتحت النيابة العامة تحقيقا وطلبت تقرير الطب الشرعي ومعاينة السرقة. وبالإضافة إلى ذلك، تم استدعاء أفراد الأسرة للإدلاء بشهادتهم بعد التأكد من وجود نزاعات طويلة الأمد حول الميراث.

أسرة نوال الدجوي

العثور على جثة حفيد الفنانة نوال الدجوي

وتطورت الأحداث بشكل مأساوي عندما أبلغت أسرة أحمد الدجوي، حفيد نوال، الشرطة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بالعثور عليه ميتاً داخل شقته بإحدى المناطق السكنية بالمدينة.

وكشفت التحقيقات الأولية أن وفاة المتوفى جاءت نتيجة إصابته بطلق ناري من سلاح ناري مرخص كان بحوزته. وكشفت التحقيقات أن المتوفي كان يعاني من اضطرابات نفسية وعاد من رحلة علاجية إلى الخارج قبل يوم واحد فقط من وفاته.

وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها.

ويواصل المدعون العامون تحقيقاتهم في الحادث وسط تكهنات وتساؤلات حول ارتباطه بالخلاف العائلي المستمر. ولم يصدر أي بيان رسمي من العائلة حتى الآن.

تسلط هذه الحادثة الضوء على مشاكل النزاعات العائلية والميراث والعواقب المأساوية التي يمكن أن تحدث حتى في أكثر العائلات احتراما وثراء.

أحفاد نوال الدجوي

وفي هذا السياق، يسلط موقع بوابة البلد الضوء في السطور التالية على كافة تفاصيل الأزمة، منذ بدايتها وتطوراتها الأخيرة وحتى وفاة أحمد الدجوي.

وفاة أحمد الدجوي

قال الدكتور محمد حمودة، محامي أسرة شريف الدجوي، إن وفاة الدكتور أحمد الدجوي، نجل المعلم الراحل شريف الدجوي، أثارت العديد من التساؤلات. وزعم أن الحادث لم يكن انتحارًا كما ترددت شائعات، بل إنه احتوى على أدلة مثيرة للقلق تتطلب إجراء تحقيق كامل. وأضاف: “الفقيد كان أستاذاً وأجرى أبحاثاً في دول كبرى مثل الولايات المتحدة وأستراليا”.

وأضاف حمودة خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج «على مسئوليتي» المذاع على فضائية «صدى البلد»، أن الدكتورة نوال الدجوي تم تعيينها من قبل أحمد الدجوي رئيسًا لشركة دار التربية المالكة للجامعة ومدارسها الخاصة. وأوضح أن ماما نوال عينته خوفاً على الجامعة والمدارس، وأنها أيضاً تعتقد أن ابنتها منى غير صالحة لمنصب قيادي.

وتابع: ابنتها منى لم يعجبها الوضع، فقامت والدتها ماما نوال على الفور بأخذها وتغيير جميع أرقامها. وبعد فترة قصيرة، اتصلت البنوك السويسرية بعائلة الديجوي وأبلغتهم أن أصول ماما نوال بأكملها تم نقلها إلى منى وبناتها على مدى عام ونصف.

سبب مصادرة منى الدجوي لأملاك والدتها

وأشار إلى أن منى أبعدت أشقائها عن والدتهم وحرمتهم من الاتصال بها والسيطرة على ممتلكاتها. كما قامت بتحويل مبالغ مالية كبيرة من حساب المؤسسة التعليمية إلى حساباتها الخاصة، مما دفع الأبناء إلى تقديم شكوى إلى النيابة العامة ورفع دعوى قضائية لوضع والدتهم تحت الوصاية وبالتالي حمايتها من الاستغلال.

وتابع: “أحمد الدجوي كان مسافرًا خارج البلاد، وعندما عاد إلى مصر جلس مع أحد الزملاء وأخبره أنه لحق بي بالسيارة”. هناك أيضًا أشياء أخرى لا أحتاج إلى قول أي شيء عنها الآن. علاوة على ذلك، لم يتلق المتوفى أي علاج أو أدوية.

وأكد حمودة أن المتوفي أحمد الدجوي طالب بحقوق أسرته أمام المحكمة، وكان يستعد للقاء المستشار القانوني للمدرسة قبل ساعات من وفاته، مما يستبعد تماما احتمالية الانتحار.

وقال المحامي: هل يعقل أن ينتحر شاب اتفق على تناول الغداء مع المستشار القانوني في نفس اليوم؟ هناك أدلة والنيابة العامة تواصل تحقيقاتها في القضية.

نوال والدجوي وأحدى حفيدتها

وأوضح أن هناك مقاطع فيديو وشهادات من موظفين بالجامعة تؤكد أن مفاتيح الخزنة كانت في حوزة بنات منى حصريا، وأنه لا توجد أي دلائل على اقتحامها أو سرقة، مما يثير الشكوك حول القصة المنتشرة على نطاق واسع حول الأموال.

وأضاف حمودة: “طردت شركة أمنية خاصة الطلاب من الجامعة، وصودرت جميع وثائقهم. هذا تصعيد خطير يوحي برغبة واضحة في إخفاء الحقيقة”.

ونفى المحامي صحة التقارير التي تتحدث عن تقدم الدكتورة نوال بشكوى رسمية ضد أحفادها، مدعيا أنها تعاني من تراجع في القدرات الإدراكية يجعلها غير قادرة على الإدلاء بشهادات قانونية موثوقة.

نزاع على الميراث الأعظم أودى بحياة الأحفاد

وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي محمود سعد الدين، رئيس تحرير موقع «بصراحة»، إن البيان الخاص بوفاة أحمد الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، كان واضحاً وشاملاً، وتضمن كل تفاصيل الواقعة.

وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهال طايل في برنامج “التفاصيل” المذاع على بوابة البلد 2، أوضح أن وفاة الشاب جاءت نتيجة الضغط النفسي الهائل الذي تعرض له خلال العامين الماضيين نتيجة خلاف عائلي كبير على الميراث.

وأشار سعد الدين إلى أن جذور الأزمة تكمن في وفاة الدكتورة نوال الدجوي: الدكتور شريف في عام 2015 والدكتورة منى في أوائل عام 2025، ما أدى إلى نزاع حاد بين أحفادها حول تقسيم التركة، وهو ما يمثل أحد أعظم الميراث الذي شهده الرأي العام في العقود الأخيرة.

وأضاف أن أحفاد الدكتور شريف فوجئوا بنقل عدد كبير من الأسهم من تركة جدتها إلى حفيدات الدكتورة منى وإنجي وماهيتاب. وبالإضافة إلى ذلك، في نفس اليوم، 24 سبتمبر 2024، تم نقل ملكية ست أو سبع فيلات في أحياء راقية بالقاهرة مثل الزمالك والمهندسين والدقي.

وأكد سعد الدين أن هذه الخطوة المفاجئة أثارت الشكوك لدى الأطراف الأخرى ودفعتهم إلى تحريك الدعاوى القضائية، والتي أسفرت عن أكثر من 25 قضية منظورة، ما بين نزاعات مدنية وتجارية وحتى جنائية.

وأشار إلى أن الأزمة تصاعدت في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام بعد تداول أنباء عن سرقة الخزنة الخاصة للدكتورة نوال. واحتوت الخزنة على مبالغ كبيرة من المال بعملات مختلفة وما يصل إلى 15 كيلوغراماً من الذهب، الأمر الذي لفت انتباه الرأي العام إلى حجم الصراع.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن القضية مازالت منظورة لدى الجهات المختصة أمنياً وقانونياً، وأن التغيرات في حياة المرحوم أحمد الدجوي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهذه النزاعات العائلية.

المال هو تجربة واختبار من الله

وفي هذا السياق حذرت الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر من خطورة التعامل غير المنضبط مع المال، وأكدت أن المال ليس ملكاً للإنسان وحده، بل هو مال الله الذي أودعه في يديه أمانة واختباراً. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الخلافات والانقسامات وحتى القتل داخل الأسرة.

جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية مع الدكتورة سعاد صالح في برنامج “تفاصيل” الذي تقدمه الإعلامية نهال طايل، ويذاع على فضائية صدى البلد 2، حيث ناقشت قضية المال في حياة الإنسان من منظور ديني وأخلاقي، مشيرة إلى أن الانحراف عن منهج الله في التعامل مع المال يؤدي إلى ظلم النفس والآخرين، بل وإهدار حقوق الإنسان كالزكاة والصدقة والنفقة.

وأكد صالح أن الله تعالى في القرآن الكريم قسم المال إلى زينة وفتنة وإغراء، وحذر من اعتباره نعمة دائمة. وأشارت إلى أن الشيطان يجعل الإنسان يعتقد أن حب المال هو مصدر الأمان، في حين أن المال في الواقع قد يكون سبباً للعداء والاغتراب داخل الأسرة.

وأضافت أن إدارة التركة في الحياة يجب أن تكون على أساس العدل والإنصاف بين الأبناء، مؤكدة أنه لا يجوز التمييز بينهم في الهدايا أو العطايا. واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات: (اعدلوا بين أولادكم، اعدلوا بين أولادكم، اعدلوا بين أولادكم). وهذا المثل تحذير واضح من إغراء المال وما قد يسببه من نزاعات مدمرة بين أفراد الأسرة.

وفيما يتعلق بالميراث أكدت على ضرورة الالتزام بأحكام الميراث المقررة في الشريعة الإسلامية وحذرت من الإجراءات التعسفية التي تستبعد بعض الورثة أو تفضل آخرين، لأنها غير عادلة وتؤدي إلى التفرقة والعداء بين الأبناء.

وفي إشارة إلى الحالات الأخيرة التي تركت فيها النساء أموالهن لبناتهن بدلاً من أبنائهن، أكد صالح أن الرحمة والحنان لا ينبغي أن يكونا مبرراً لإهمال العدالة. وأكد أن “النفوس أميل إلى الشر إلا ما رحم الله”، وأن العدالة القانونية يجب أن تسود على الأهواء والمشاعر الشخصية.

وفي ختام كلمتها أكدت الدكتورة سعاد صالح أن الانتحار بسبب الضغوط المادية أو النفسية مرفوض تماما في الشريعة الإسلامية. اعتبرت أن إنهاء حياة شخص دون طلب إرادة الله هو عمل عصيان وربما تجديف. وحثت الجميع على التمسك بالأمل والصبر، والثقة في الله، واعتبار المال اختباراً واختباراً، وليس غاية في حد ذاته.


شارك