وزير الري: غزة تواجه أزمة مائية غير مسبوقة

شارك الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري في فعاليات أسبوع المياه العربي السابع والذي أقيم خلال الفترة من 4 إلى 6 مايو 2025 في المملكة الأردنية الهاشمية تحت شعار “الترابط بين المياه والطاقة والبيئة والغذاء: نحو الكفاءة والاستدامة في مرافق المياه”.
غزة تواجه أزمة مياه غير مسبوقة
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ألقى الدكتور السويلم كلمة باسم الدول العربية أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الهام الذي يأتي في إطار العمل العربي المشترك لتعزيز قدرة الدول العربية على مواجهة التحديات المائية والبيئية والاقتصادية التي تواجه منطقتنا العربية. وعبر عن شكره للمملكة الأردنية الهاشمية. رائد أبو السعود وزير المياه والري الأردني وجمعية مرافق المياه العربية على التنظيم المتميز لأسبوع المياه العربي السابع. كما أعرب عن تقديره لجهود وزارات المياه في الدول العربية التي تبذل جهوداً جادة لتعزيز إدارة الموارد المائية في وطننا العربي.
وأشار الدكتور السويلم إلى أن المنطقة العربية تعد من أكثر مناطق العالم تضرراً من ندرة المياه. وبحسب تقرير للأمم المتحدة نشر في مارس/آذار 2023، يعاني أكثر من 90% من سكان الدول العربية من ندرة حادة في المياه، وتعتمد 21 دولة عربية على موارد مائية مشتركة (سطحية أو جوفية) مثل النيل والفرات والأردن. وهذا يعطي إدارة المياه بعداً جيوسياسياً معقداً للغاية، مما يجعل مسألة التعاون في إدارة الموارد المائية المشتركة قضية رئيسية ويؤكد الحاجة الملحة إلى تفعيل التعاون الإقليمي وفقاً للقانون الدولي. وتواجه منطقتنا أيضًا تحديات متزايدة، بما في ذلك النمو السكاني السريع، مما أدى إلى مضاعفة الطلب على المياه وتفاقم الضغوط المائية. ويضاف إلى ذلك الآثار السلبية لتغير المناخ، والتي تشمل انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التبخر، فضلاً عن تكرار حدوث الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات. وقد دفعت هذه الظروف الدول العربية إلى تكثيف جهودها من خلال تخصيص ميزانيات ضخمة لقطاع المياه ووضع استراتيجيات لسد الفجوة المتزايدة بين الموارد المائية المتاحة والطلب المتزايد على المياه.
ونظراً لهذه التحديات التي تواجه المنطقة العربية، فمن الضروري تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في الإدارة المتكاملة للموارد المائية، ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات في مجال التحول الرقمي وتحلية المياه والطاقة النظيفة، ودعم آليات تمويل المناخ للبلدان التي تعاني من ضغوط مائية.
مع تصاعد الصراعات الطويلة الأمد، أصبحت أزمة المياه واحدة من أخطر التحديات الإنسانية. يواجه قطاع غزة أزمة مياه غير مسبوقة، وهي واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العصر الحديث. ويأتي ذلك نتيجة للعدوان المستمر الذي يستهدف بشكل ممنهج البنية التحتية الحيوية للمياه. ونحن ندين بشدة هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الدولي وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان توفير المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المياه النظيفة، لشعب قطاع غزة ودعم إعادة بناء البنية التحتية لضمان الكرامة والعدالة لمواطنيه.
وفي ضوء هذه التحديات، تلعب الدول العربية دوراً محورياً ومتنامياً في معالجة التحديات البيئية على الساحة الدولية. استضافت جمهورية مصر العربية مؤتمر الأطراف السابع والعشرين، تلتها دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها الجهة المنظمة لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، والمملكة العربية السعودية بصفتها الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف لمكافحة التصحر (COP16). وهذا يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه دول منطقتنا العربية للمياه والمناخ والجفاف والتحديات التي تشكلها، باعتبارها عناصر أساسية لتحقيق الأمن الغذائي.
ونظرا لحجم التحديات التي تواجه المياه، بدأت الدول العربية في اتباع نهج متكامل يشمل استراتيجيات وطنية وإقليمية لزيادة كفاءة استخدام المياه والاستفادة بشكل أكبر من التقنيات الحديثة. كما تهدف إلى توسيع الاستثمار في تحلية المياه باعتبارها من أهم الموارد غير التقليدية، وتوسيع نطاق معالجة المياه وإعادة استخدامها، وتحسين شبكات الري باعتبارها حلولاً مهمة لتحقيق الأمن المائي. كما يريدون إطلاق مبادرات تتعلق بـ “الترابط بين المياه والطاقة والغذاء”، مثل استخدام الطاقة المتجددة لتشغيل محطات تحلية المياه ومعالجتها، فضلاً عن الاستثمارات في الابتكار ونقل التكنولوجيا وتبادل المعرفة.