محادثات حاسمة بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وأوروبيين

منذ 18 ساعات
محادثات حاسمة بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وأوروبيين
محادثات السلام بشأن أوكرانيا

عقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعًا وصفوه بـ"الجوهرية" يوم الامس الأربعاء بهدف إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها، في ظل تساؤلات حول التقدم الذي أُحرز بعد إلغاء مشاركة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. فقد أثار غياب روبيو تساؤلات حول تأثيره على المحادثات، حيث أدى إلى إلغاء اجتماع أوسع مع وزراء خارجية أوكرانيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقد ألقى ذلك الضوء على الفجوات في المواقف بين واشنطن وكييف وحلفائها الأوروبيين حول كيفية إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.

غياب روبيو يُثير الجدل ويزيد من الضغوط على واشنطن

جاء غياب روبيو في وقت حساس، إذ سبق هذا الحادث تحذير من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن واشنطن قد تنسحب إذا لم يتم إحراز تقدم قريبًا نحو التوصل إلى اتفاق. ومن جهته، عزز ترامب من ضغطه حين أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه يأمل في أن تتمكن موسكو وكييف من التوصل إلى اتفاق في غضون أيام.

مسعى لتحديد المواقف: هل تقبل كييف المقترحات الأميركية؟

كانت محادثات اليوم الأربعاء مركزة على محاولة تحديد ما يمكن أن تقبله كييف بعد أن قدم ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، مقترحات في اجتماع مماثل في باريس الأسبوع الماضي. وأكد ثلاثة دبلوماسيين لوكالة "رويترز" أن تلك المقترحات تبدو تطالب أوكرانيا بتنازلات أكبر مما تطلبه من روسيا.

بريطانيا: "لا إحباط رغم غياب روبيو"

من جهته، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن غياب روبيو المفاجئ لم يسبب أي شعور بالإحباط. وأضاف المتحدث أن المحادثات تشمل "اجتماعات تقنية جوهرية مع مسؤولين من أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا حول كيفية إنهاء القتال"، مشيرًا إلى التزام المملكة المتحدة الكامل بالبحث عن سلام عادل ودائم في أوكرانيا.

اقتراحات أميركية: هل يمكن التوصل إلى اتفاق؟

تسعى الدول الأوروبية إلى إيجاد توازن بين دعم كييف في مواجهة موسكو والحفاظ على دعم الولايات المتحدة، بعد أن أبدى ترامب رغبة في التوسط في السلام في أوكرانيا. لكن الاقتراحات التي طرحها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والتي تتضمن الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014 ورفع العقوبات عن روسيا، كانت غير مقبولة لكافة الأطراف بما في ذلك كييف والدول الأوروبية.

ردود فعل أوكرانيا: "لن نرضى بتنازلات كبيرة"

في السياق ذاته، قالت يوليا سفيريدينكو، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إن كييف مستعدة "للتفاوض وليس الاستسلام"، مؤكدة أن الشعب الأوكراني لن يقبل باتفاق يمنح روسيا الأسس اللازمة لإعادة تنظيم صفوفها. وأوضحت سفيريدينكو أنه لا يمكن قبول اتفاق يُمهد لعودة العنف من جديد.

تفاصيل الاقتراح الأميركي: هل ستكون أوكرانيا مضطرة للتنازل؟

تشير تقارير إعلامية إلى أن الاقتراح الأميركي يقود إلى اتفاق قد يتضمن اعترافًا رسميًا بأن شبه جزيرة القرم "أراضٍ روسية"، مع استمرار سيطرة موسكو على معظم الأراضي الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها.

أوكرانيا تطالب بوقف إطلاق نار كامل

في ظل هذه التطورات، تسعى أوكرانيا إلى التوصل إلى وقف كامل وفوري وغير مشروط لإطلاق النار، يعقبه استئناف المفاوضات. أكدت سفيريدينكو أن "وقف إطلاق النار الكامل براً وجواً وبحراً هو أول خطوة ضرورية"، وأضافت أن أوكرانيا مستعدة للرد بالمثل إذا اختارت روسيا وقفًا محدودًا لإطلاق النار.


شارك