داعية إسلامية توضح أهمية وجوب طاعة المرأة لزوجها في الإسلام..
بقلم الداعية / سميرة عبد المنعم..
قد يحاول البعض إتهام الشريعة الإسلامية بأنها قد ظلمت المرأة وقد قللت من شأنها أو اعتدت على كرامتها وحقوقها عندما جعلت لزوجها قوامة عليها وعليها طاعته في غير معصية الله، كما أنه يحق له تأديبها إذا أخطأت واعتبروا أن في ذلك استعباد مرفوض ، وهذه افتراءات على التشريع الإسلامي ، فقد أعز الإسلام المرأة وأكرمها وكفل وضمن لها كافة حقوقها.
لقد جعل التشريع الإسلامي قوامة للرجل دائماً على المرأة فمن بعد
أبيها أو الأقرب نسباً لها في حالة عدم وجوده تنتقل لزوجها ، وكل ذلك إنما هو تخفيف عنها و إكرام لها ، وتكليف ومسؤولية للرجل وليس تشريفا له.
فعلى سبيل المثال في أمر النكاح يكون لها وكيل تشريفا لها ورفعا للحرج عنها ، وفي أي علاقة لابد أن تكون هناك مشورة وأخذ لرأي الطرف الآخر ، ولكن في النهاية لابد أن يكون لأحد الطرفين حق تدبير الأمور وحق الطاعة كي تستقيم العلاقة ، وقد جعل الإسلام في حالة الزواج هذا الحق المؤكد للرجل فهى مأمورة بطاعته وحسن معاشرته ومن ذلك قوله تعالى:”الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ” ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:”لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه” ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم:”إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها:ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت”.
وقد أمرنا الإسلام أن الزواج لابد أن يكون قائما على السكن والمودة والرحمة ، يقول سبحانه:”ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة” ، وجعل هذا الأساس ، وهو طاعة الزوجة لزوجها ، حماية للأسرة في حالة الخلافات والمشكلات ، لأن المرأة أكثر عاطفيا من الرجل لذلك جعل لها مسؤلية رعاية الأبناء خاصة في الصغر ، أما الرجل فهو أكثر عقلانية من المرأة ، كما أن العلم الحديث أثبت أن ما تمر به المرأة من حيض وحمل ونفاس يغير من طبيعتها الهرمونية مما يغير من مزاجها وبالتالي أحكامها وتصرفاتها ، لذلك يقول صلى الله عليه وسلم :”لن يفلح قوم ولوُّا شأنهم أمرهم امرأة”.
كما أن الرجل يمتاز بالقوة الجسدية أكثر من المرأة لذلك فهو عليه العمل والإنفاق على الأسرة ، أما فيما عدا ذلك فهما متساويان في الحقوق والواجبات لقوله تعالى:”ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ” ، وهذا من محاسن الإسلام.
وإذا تم ممارسة حق الطاعة كما حدد ووضح الإسلام دون إفراط أو تفريط ، ففي التأديب للزوجة مثلا إذا خالفت أمر زوجها في غير معصية الله أو خالفت شئ من أمور الشرع فيقول تعالى في ذلك:”واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا” ، فلابد على الزوج أن يمارس هذا الحق كما أمره الله تبارك وتعالى ، فلا يضرب ضربا مبرحا ولا يهجر هجرا قاسيا ، فإن ذلك للتأديب و ليس للتعذيب ، أي أنه لتصحيح خطأ وإذا تعدى حدود ما أمر الله به فإنه سيفسد العلاقة الزوجية ولن يصلحها وتكون النتائج عكسية.
والعلاقة الزوجية الناجحة هى التي يدرك فيها كلا من الطرفين دوره ، وأن كل طرف سيقابل الإحسان بالإحسان و الإساءة بالإساءة ، أما العناد والتمرد فلن يقابل إلا بالتسلط والاستبداد ، ولابد أن ندرك أن الطاعة لا تعني الاستسلام من جانب الزوجة ولا التعسف من جانب الزوج ، فلا ينفرد الزوج بالقرارات دون أن يستشير زوجته ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فقد أخذ بمشورة زوجته أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية ، فالحياة الزوجية شركة بين الطرفين لابد فيها أن يعرف كلا من الزوجين واجباته وحقوقه.
وينبغي أن نربي بناتنا على أن الزوج له حق الطاعة والإحترام كما تفعل مع أبيها ، ولابد أن تجد الإبنة في أمها القدوة الحسنة ، فترى في أمها الزوجة الصالحة التي تعرف أمور دينها وما أمرها به من حق لزوجه عليها ومعرفة بقدره ، وإذا تمردت المرأة وعاندت وتقمصت دور الرجال فلابد وأنها سوف تشعر بالتعاسة في النهاية ففطرة المرأة هى أنها تحب أن تحاط بالحب والرعاية والإهتمام من الرجل فمن بعد أبيها يكون زوجها.