ما لا تعرفه عن يوم عاشوراء وأجر صيامه

ما لا تعرفه عن يوم عاشوراء وأجر صيامه.

بقلم الداعية / سميرة عبدالمنعم.

يقول تعالي في كتابه العزيز :” وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيه وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون ” ، من أكثر القصص التى تكلم عنها القرآن الكريم ومن اكثرها شهره هى قصة نبي الله ورسوله سيدنا موسى عليه السلام مع عدو الله فرعون وأتباعه، والآيه الكريمة السابقة توضح لنا سبب صيام يوم عاشوراء وهو نجاه سيدنا موسى عليه السلام والمؤمنين بالله سبحانه وتعالى معه من فرعون وبطشه وظلمه وهلاكه هو وأعوانه وأتباعه من الكفره والظالمين.
ومن فضل الله سبحانه وتعالى علينا ان نهاية العام الهجري شهر الله الحرام ذي الحجة وبداية العام الهجري شهر الله الحرام المحرم ، وعن فضل شهر الله المحرم جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:” أفضل الصيام بعد رمضان : شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة : صلاة الليل “.
والأدلة على فضل صيام يوم عاشوراء كثيرة فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :” قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تهتم بصيام يوم عاشوراء ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح نجى الله بني إسرا ئيل من عدوهم فصامه موسى شكرا لله تعالى فنحن نصومه ، فقال النبي : فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه ” ، وكان ينوي النبي صلى الله عليه وسلم صيام تاسوعاء وعاشوراء مخالفة لليهود فهم يصومون عاشوراء فقط قال النبي صلى الله عليه وسلم :” لئن بقيت إلي قابل لأصومن التاسع وقال صلى الله عليه وسلم كذلك :” صوموا يوما قبله أو يوما بعده ، خالفوا اليهود ” وقد روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:” حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ، قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ” وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا أن صيام يوم واحد يكفر ذنوب سنة قال النووي : صوم يوم عرفة كفارة سنتين ، ويوم عاشوراء كفارة سنة ، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ، كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره ، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت له به درجات ، وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وتكفير الطهارة، والصلاة ، وصيام رمضان، وعرفة ، وعاشوراء الصغائر فقط.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال :” ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم ، يوم عاشوراء “.
و صيام تاسوعاء وعاشوراء هو صيام نافلة أي يثاب فاعله ولا يأثم تاركه.
وعن حكم صيام هذه الأيام يؤكد قول ابن حجر أن صيام يوم عاشوراء يأتي على ثلاثة مراتب أدناه أن يصام وحده ، أما المرتبة الثانية أن يصام تاسوعاء معه ، والمرتبة العليا أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر ، وفقا للعلماء فإن صيام هذه الأيام الثلاثة يحتسب أجر شهر لأن القاعدة العامة هى أن الحسنة بعشرة أمثالها ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويأمر بذلك
ومن السنن المستحبة في يوم عاشوراء بالإضافة للعبادات والطاعات ، هى التوسعة وإدخال السرور على العائلة والناس أجمع فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته”.