الداعية سميرة عبد المنعم تكتب بعنوان فضل أفضل أيام الله وكيفية استغلالها..
لقد فضل الله سبحانه وتعالى العشر الأول من الشهر الحرام ذي الحجة على سائر الأيام وذلك لشرف الزمان و لإجتماع العبادات والطاعات فيها من الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يجتمع ذلك في غيرها من السنة ، والأدلة على ذلك كثيرة منها أن الله سبحانه وتعالي قد أقسم بها في قوله : ” والفجر وليال عشر ” وهذا القسم منه سبحانه دال على عظمها وأهميتها وقال غير واحد من السلف الصالح كابن عباس وابن الزبير ومجاهد أن ليال عشر المذكورة في الآيه الكريمه هى عشر ذي الحجه ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلي الله من هذه الأيام العشر ، فقالوا : يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ فقال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ “.
وعن العبادات والأعمال الصالحة المستحبة في هذه الأيام منها صيام تسع ذي الحجه فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ” ، كما يسن التحميد والتهليل والتكبير والتسببح والإكثار منهم والجهر بذلك للرجال وتخفيه النساء في كل موضع يجوز فيه الذكر تعظيماً لشعائر الله لقوله تعالى : ” ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ” ، والجمهور على أن الأيام المعلومات هى العشر من ذي الحجه لقول ابن عباس رضي الله عنهما : ” الأيام المعلومات : أيام العشر” ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” ، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا في الأيام العشر يخرجان إلي السوق يكبران فيتذكر الناس فيكبروا كل واحد بمفرده .
وعن فضل صيام يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يكفر السنة الماضية والباقية” .
وبالطبع فإن من الأعمال العظيمة في هذه الأيام هى الحج والعمرة لمن استطاع إليهما سبيلاً لقوله تعالى : ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ” ، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال : ” إيمان بالله ورسوله ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : جهاد في سبيل الله ، قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور ” ، وعن ثواب الحج والعمرة فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ” العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة ” ، ويجتمع للحجاج والمعتمرين شرف الزمان والمكان.
ومن الأعمال الصالحة المستحبة في هذه الأيام كذلك التقرب إلي الله سبحانه وتعالى في يوم النحر وهو أعظم الأيام على الإطلاق فهو يوم الحج الأكبر بالأضاحي وبذل المال فيها والتصدق بها في سبيل الله .