سميرة عبد المنعم تكتب بعنوان إذا خاصم فجر .

الداعية سميرة عبد المنعم
بقلم / سميرة عبد المنعم ..
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها ، إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر” .
والمقصود من الحديث أن هذه الخصال خصال نفاق ، والنفاق نوعان : نفاق في الاعتقاد وهو اظهار الإسلام واخفاء الكفر ، وهذا النوع يخرج صاحبه عن الإيمان والنوع الثاني هو نفاق العمل أي التشبة بأخلاق المنافقين وهذا النوع لا يخرج صاحبه عن الإيمان ، ولكنه كبيرة من الكبائر.
أي إن المراد من الحديث الشريف هو التخويف والتحذير من الوقوع في هذه الخصال حتى لا نتشبه بهذه الصفات المذمومة للمنافقين ، فالتحذير لصاحب هذه الخصال من أن يكون شبيه بالمنافين في خصالهم متخلق بأخلاقهم ، ولم يرد في الحديث أن صاحب هذه الخصال أنه نفاق الكفار المخلدين في النار ، لأن صاحب هذه الخصال ليس منافق في العقيدة ، فكل هذه الخصال ترجع لأصل واحد وهو العمل وفي الحديث إشارة إلي مكان العمل في الإيمان فالعمل هو الذي يظهر الفرق بين المؤمن والكافر فيتم بالعمل الإيمان أما المنافق فلا يمكن معرفة صدق إيمانه إلا بهذه الصفات فالإيمان لا ينال بالزعم بل لابد له من عمل يوافقه ويؤيده، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ليحذرنا حتى نبتعد عن هذه الخصال ومن وجد خصلة من هذه يعد ناقص الإيمان وذلك لإنطواء، أعماله علىبعض أعمال النفاق.
يقول ابن بطال :” في الحديث أن تمام الإيمان بالأعمال وأنه يدخل على المؤمن النقص في الإيمان بالكذب وخلف الوعد وخيانة الأمانة والفجور في الخصام وكما يزيد إيمانه بأفعال البر”
ويبين الحديث النفاق العملي بعلامات مميزة وسنتحدث عن الخصلة الرابعة وهى ( إذا خاصم فجر ) والفجور لغتا هو الميل عن الحق ، والفجور في الخصام عند أهل اللغة هو الكذب فيه والميل عن الحق.
قال النووي :” وإن خاصم فجر أي مال عن الحق وقال الباطل والكذب ” ، أي إن الفجور هو التوسع في الكذب والعدوان ، وكذب في خصومته أي توسع في الظلم على الخصم واللدد في الخصومة ، فالفجور هو التوسع في المعصية وإظهارها .