يا من كنت حبيبي .. !
بقلم / نورهان المغربي .
مراجعة / أيمن دراوشة.
لا تسأل يا من كنت حبيبي ..
متى يحين وقت اللقاء ..
وتذكر عندما كنت دائمًا اشتاق إليك وأتساءل في كل ليله وأنا حائرة
أغدًا ألقاكَ…
ويأتي غدي وبعد غدي وبعد بعده، ولا يأتي يوم لقاء
فلا تسأل الآن قلبًا صار حديد..
متى يلين من جديد؟!
أتسألُ امرأةً تحترق، من ذا الذي أشعل بكِ الفتيل؟
ولا تسألني يا حبيبي متى أعود؟ ولِمَ الآن تُذكرُني بالعهد والوعود، ولا تسألني لماذا رحلت؟!
فدمع عيني يا حبيبي قد صار أمام عيونك جميلا
وقلبي الذي كنت أخاف عليه؛ لأنك تحيا بداخله قد صار عليلا…
والعهد الذي أقسمنا ألا نقطعه قد صار قتيلا
والدرب الذي سرنا عليه سويا لم يعُد له وجود… أراه الآن أمامي سرابا بعد أن أشعلت بيديك الفتيلا …
الآن تُذكرُني بأحلامنا وبعشقنا وبقصرٍ بنيناه بنبضات قلوبنا.
انظر الآن معي وتأمل
حِطامَ جدرانه قد سارت رمادًا يصرخ من الأنين
فنيران غدرك قد أحرقت عشق السنين
فلا تسألني متى يحين وقت العودة والحنين
لأنَّ بناءه من جديد صعبٌ بل مُستحيل
لا تسأل الجراح متى تندمل
ستنزف الجراح كثيرًا وستبقى الندوب بالقلب، حتى لو عالجها أعظم علماء التجميل
فقد مات العشق، وكُفِّنَ بكفنٍ من حريرٍ
واكتفيت بقول إنَّ الله بعباده رحيما
فلا يغُرُّكَ صمتي وسكوني وتظن أنهم على رجوعي دليلا
فما عُدتُ أرى لحُزني بديلا!
وما عدت أنا كما كنت
أملك صبرًا طويلا
فما عاد الموت أمامي شيئًا ثقيلا
فكل ما بداخلي قد صار عليلا
والصوت الذي كان زئيرا
أصبح وشوشةً وهديلا
وبتُّ أملك جسدا نحيلا سقيما
وبيدك أنت سار دمي على الدروب جاريا
أرأيتَ قاتلا يسالُ متى يحيا قتيلا؟!
يا من كنت حبيبي أَخرِس لسانك فقد أصبح سؤالك ثقيلا
ما عادت سيدةُ القصرِ ترى سِوى ظلامٍ تحيا به عمرًا قليلا
وأراكَ الآن خائنًا لوطنٍ كنتُ أنت وحدك مستعمرهُ
فغدوت عميلا…
قلبًا كان لك سكنَا وسكونًا
وخلآ لخليلا…
فخُنتَ العهد، وأجهضتَ ما كنت أحمله لكَ من عشقٍ
وصرتَ بين الأوطانَ تبحثُ عن بديلا
كرجُلٍ محترفٍ، في العشق يصون العهد عاقلآ رزينا
والآن عُدت إليَّ مُحملآ بالخيبات ذليلا
تطلب الغُفران من بقايا امرأةٍ ذبحتَ قلبها بسيفكَ البارد فسقط قتيلا…
فقُل لي بربكَ: أيعود النبضُ في قلب قُتلَ مهما عادَ حبيبهُ ذليلا.