نورهان مغربي تكتب بعنوان.. ” دعوة للحياة “
لم اعُد استطيع ان اتقبل أشياء كثيره خطأ أراها وأشعُر بها حولي في هذا العالم الملئ بالأقنعه والضمائر المدفونة والمبادئ المُزيفه والقلوب التي ماتت واندفنت
والحُب الذي أصبح مجرد كلمات تنطقها الألسنه فقط لنضحك بها علي بعضنا البعض..
لا أستطيع أن أتقبّل من يدسّ السُمّ بالعسل
من يقول شيئآ وهو يعني شيئآ آخر وفيها أشياء أُخري..
من يُقدِم طعناته بين الكلمات مُغطاة بالورود والمُجمالات الزائفه
من يبتسم ويُسقِي المُر بأفعاله في ذات الوقت..
كيف لي أن اشعُر بأنَ الجميع قد يتعمدو إيذائي
وأنا التي حتّى في لحظات صمتي
كُنتُ خائفةً أن تجرحهم نظراتي..
لم أعُد اتحمل ان أري كُل هذه العلاقات المسمومة التي تجري في جميع الأوردة فكم حاولتُ بترها ولكني فشلت وحدي ان أُبتر كل المشاعر المسمومة المدسوسه في دماء الجميع..
كم صرخت ورجوتُ وناديت بأننا نحتاج الي وقفة مع أنفُسنا وقفة
لأعادة ترتيبنا جميعآ من الداخل
إعادة ترتيب ضمائرنا التي اصبحت مُنتهية الصلاحيه وقلوبنا التي أصبح يُعشش بها السواد ..
وقفة تُعيد لنا مبادئنا التي محيناها تمامآ
نحتاج ان نُمزق بعض صفحات كتاب حياتنا لأنها بلا فائده أراها تصنع زِحاماً بِلا فائدة
بل يجب أن نحرقُ جميعُ مُجلداتنا الحديثه المليئة بالخُرافات والتفاهات أرى اننا نحتاجُ ان نستعيدُ قرائة كل المجلدات القديمه لأنها حتمآ ستُعيدُ احياء ضمائرنا وقلوبنا ومبادئنا من جديد علي عادتنا واصولنا وتقاليدنا القديمة ..
ويجب أن نفتح خزائن أرواحنا ونخرج منها رداء الستر التي اخفيناهُ مُنذ سنوات ونحرق هذا الرداء الملعون الشفاف الذي كشف جميع عواراتنا ..
حان وقت شروق شمس الأخلاق المدفونه وراء الظلام والغيوم التي ازدحمت بها سمائنا للحد الذي جعلنا لا نستطيع أن نرى فيها شيئاً سوي الشر والخطأ والحرام فما عُدنا أن نُميِز بداخلها أي سحابة بيضاء مهما كانت قيمتها لنعرف ماذا تبقى لدينا من أشياء جميلة كنا نقتنيها..
لم اعُد اتحمل كل هذا الهراء والزيف من حولي
ولكني فقط ادعو الله أن يوقف نزيف الشر من حولي ويباعد بيني وبينهم كما باعدَ بين المشرقِ والمغرب..
إلهي ضِعني في مكاني الصحيح الذي أجد فيه إرتياحي أخيرآ ولا تجعلني أتخبّط في وجهاتٍ لا تُناسبني وخذ بيدي من بين كل هذه البعثرة إلى السكون الذي أحتاجه ..