[X]إغلاق

مى غانم تكتب صراخ بلا صدي …و جريمة بلا عقاب

شارك الخبر معانا

 

بقلم / مى غانم

تخيل أنك استيقظت في يوم من الأيام ولم تجد شئ غالي ونفيس لديك ، بدون سابق إنذار ، حينها تعتريك الصدمة و بداخلك الآف الأسئلة ، ما الذي ينبغي عليك أن تفعله ، هل تبحث عنه؟؟ أم تخبر من هو لديه القدرة على إعادته إليك ؟؟ ، قد تنجح في ذلك وقد تخفق ويكون الفشل هو حليفك ، قد تكون صدمتك عارمة فيما فقدته ولا تتخيل الحياه بدون ذلك الشئ .

لكن ماذا إن فقدت القدرة عن مجرد الشكوي يأتي من يسرقك ويستولي عليك، ويقهرك الجبروت الذي في عيناه ، ينظر لك وهو يسرقك ،و لا تملك حتي صوت تستطيع به أن تشكو أو تصرخ لتعلن عن اللام التي تنهش قلبك .

مشكلة كثيرا ما نستمع إليها ، و نشاهدها من خلال حاجز زجاجي يعكس مجرد صورة ، أقصى مجهود قد نبذله أن تدمع عينانا أو تتساقط عبراتنا ، وبمجرد إنتهاء القصة نعود لحياتنا اليومية غير مبالين بمن هو يتألم ويزرف دما لا دمعا.

زواج القاصرات ، مشكلة كثيرا ما ونتأثر بها ، لكن لا نضع أنفسنا موضع طفلة ، خطفت طفولتها ،وانتهكت برائتها، عرفت معني الخوف قبل أن تدرك معني الحياه والأمان ، أصبحت أما قبل ان تصبح شابة .

جريمة بلا عقاب، جريمة يرتكبها جناه ، ولا يحاسبون ، ولا ينظر لهم المجتمع ببنت شفة ، يلصقونها بعبائة الدين حتي يرضون ضمائرهم التي فارقت الحياة منذ زمن طويل .

فالطفلة الزوجة ، تفارق أحضان عرائسها ، لتجد نفسها ملقاه داخل المجهول ،في كهف مظلم ، لا تعرف ما ينبغي عليها أن تفعل ، تصرخ بأصوات تسمعها الأذان وتغفلها القلوب ، تنظر إلى نفسها في المرآه ،تعكس المرآه حطام إنسان ، تأبي أن تعكس قلبها في تعكس واقعها فقط، لتجد بقايا طفولة مشتتة ، قهرها كل من حولها قرها رجلا قرر أن يلقي بها في بئر الظلام ، وهو يعتقد أنه الستر والسعادة ، لكن في واقع الأمر هو متيقن من أن السعادة الحقيقية ستعود عليه ، إثر المبلغ الذي يدفعه المغتصب ، لشراء وردة لا تزال تتفتح ،ليطفئ شموع أحلامها، ليستمتع هو يراها تذبل ، وتتحطم كل يوم وهو يراها بأعين الذئب المليئة بالجحود والظلم والقسوة.

تأكل الأيام هذه الطفلة ، كتآكل النيران للقماااش ، كل يوم يحترق بها جزء ، حتي تصبح أشد قهرا ممن قهرها ، وتقسو أكثر مما قسوا عليها ، تعلم الكره ولم تكن ذاقت الحب من قبل ، فمن نشأ بلا رحمة حين يشتد ويكبر ، لن يرحم ولن يغفر .

تكشر عن أنيابها ، فهي كثيرا ما صرخت ولن يستجيب لها أحد ، كثيرا ما بكت بلا جدوي ، كثيرا ما توسلت لما أطلق عليهم المجتمع بالخطأ أبا وأما ، ولم يلتفتوا لها أو تأخذهم الرحمة بتلك الضعيفة، كثيرا ما ترجت ذلك الذئب الذي يعتبره المجتمع زوج ، ولكن كيف لذئب أن يستجيب لفراشة لا حول لها ولا قوة ، إمتلكها تحت مسمي الزواج ، والحقيقة أنه إعدام بلا عقاب وقهر بلا رحمة .

الجميع تآمر على جريمة مكتملة الأركان ، ذبحوها وجلسوا يشاهدون نزاعها مع الموت،ولم يكتفوا بذلك فحسب، بل ظلوا يمثلوا بجثتها كل يوم ، ليتذكروا فعلتهم ويضحكون ، وكأن تلك الطفلة ، هي الشاه التي يأكلونها وهي لا تزال حيه .

أحيانا يكون الحيوان أكثر رحمة من الإنسان ، فالقط لا يترك أحد ينتشل منه صغاره ، قبل أن يتأكد أنهم أصبحوا قادرين على مواجهة الحياه بمفردهم ، أما نحن نلقي بهم بقسوة ، ليأخذهم من هم أكثر قسوة و قهر ، تحاسب علي ذنب لا تقترفه ، فتقف حائرة هل تكره كونها أنثي ، أم تكره من ظلموها وقهروها ، وتصبح أشد عدو لكل الرجال .

فالطفلة التي نسميها زوجة ، لم تعتد سوي القسوة والظلم والقهر والكبت ، فكيف لها أن تربي أطفال سيصبحون هم الغد ، وكيف لها أن تحلم معهم بمستقبل ، وهي ماضيها ملئ بالعذاب والجراح ، وحاضرها قسوة و جحود ، ومستقبلها ظلام لا أمل لها في بصيص ضوء ينير لها قسوة الظلام التي عاشت ولا تزال تحيا بداخله .


شارك الخبر معانا

عن عبد الرحيم السمان

موبايل بين       -          ترافيل بين        -        فيزتك        -      تموين مصر          -             كورة بين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الإعلامي الكبير مصطفي جمعة يكتب بعنوان .. اللهم لا تريني في “شيكابالا”بأسا يبكيني

شارك الخبر معانا الإعلامي الكبير مصطفي جمعة يكتب بعنوان .. اللهم لا تريني في “شيكابالا”بأسا ...