بقلم / مى غانم
نأتي إلى هذه الحياه ، لنقضي بها عدة رحلات ، تصعد إلي سفينة الرزق لتري ما تحمله لك الرحلة بين طياتها لك ، تتخطاها لتسعي أن تأخذ مكانك في سفينة السعادة ، لتري هل لك مكان بها أم أنها ستنزلك لإستكمال العدد بها ، ويظل حالك هكذا ، تصعد لقارب وتهبط من آخر وتكمل سيرك للحاق بالرحلة القادمة ، وفي ظل كل هذه الرحلات تظل رحلة البحث عن العشق هي أمتع الرحلات ، التي ينتظرها جميع المسافرين ، علي الرغم من صعوبتها .
فالحب هو فطرة جميع المخلوقات، فالحيوانات تعشق وتكره ،وكذلك الشمس التي تشعر بالحنين لنا في كل صباااح لتعلن عن حبها لكل عاشقيها ، فتلاشي مشاعر الحب والعشق ، يفدي بتلاشى الحياه علي أثره ، لتتحول أجسادنا إلي مجرد دمي صماء ، وتحط مكانة قلوبنا من كونها مضخة للحب والهوي إلي مجرد عضو يضخ الأنفاس في أجساد بلا روح .
أيا كان نظرتك للحياه فلابد أن تكون صادفت الحب ، ليس حب العشاق فحسب ، قد يكون حب المقربين منك ، حبك لذاتك و لحياتك ، كي تستطيع العيش مبتسما ، شعورك بالحب يمكنك من فهم ما تريده وترغبه ،ما تحبه وتعشقه وما تنفر منه وتكرهه .
أما حب العاشقيين فهو الهدف الذي تحلم به منذ بداية رحلتك في بحر الحياه، نظل عائمين وتائهيين في بحر الحياه يأخذنا الموج يمينا ويسارا ، قد يقذفنا إلي مسافات بعيدة لا نعرف فيها من أين نبدأ و كيف سنصل إلى بر الأمان ؟
أو قد يغضب علينا الموج ولا يلتفت إلينا ويحبس الهواء عن شراعنا ،حتي لا نستطيع أن نتحرك ، ويتركنا نشاهد من ألقي بهم البحر ، وحينها نقف ولا نعرف سبب رفض الموج لنا .
هل هو كاره لنا وناقم علينا يري أننا لا نليق بحجم هذة الرحلة رحلة العشق والعاشقين ، أم هو يشفق علينا من صعوبة الطريق ومرارة الأهوال التي قد نتجرعها في نهاية الرحلة كضريبة للسعادة التي نمر بها، ويري أن الوقوف علي الشاطئ هو درع الأمان وحائط صد للمتاعب التي يعلمها هو ولا نستطيع ان نراها ؟
كل هذه التوقعات لا تستطيع أن تنفدي أن مهما كان ارتفاع الموج ، و حجم الأخطار التي قد نلاقيها ، إلا أن متعه المغامرة والنزول إلى بحر الهوي اقوي بكثير من الخوف من الغرق الذي قد يحدث وقد ننجو منه .
فالتائهة في بحر العاشقيين يظل يصارع الأمواج التي قد تهلكه إلا أن مشاعره التي تقوده و قد تصنع له جسر يستطيع من خلاله الوقوف عليه والنظر من أعلي ليعطي مساحة للعقل أن يخرج عن صمته ليعلن كلمته امام موج الهوي
فإن كانت الحياة رحلة شاقة ومؤلمة ، والعقل هو بر النجاه والأمان، فالحب الحقيقى الناضج هو الجسر الذي يقصر علينا عناء الرحلة ومشقة الأيام ، فكلما كان الجسر أساسه سليم ضمن أصحابه النجاه ، علي النقيض من الجسر الذي قد ننشأه علي عجل خشيه من الغرق فنسرع في بناءه من وريقات الاشجار ، و حطام الأخشاب الهاشه التي نجدها أمامنا دوم تفكير في ضعفها ،نفكر فقط في أي شئ يصد عنا الأمواج ، ولا نضع في الحسبان أن هذا الجسر الضعيف ، قد يحمينا من الغرق ليوم أو أثنين إلا ان الغرق أمر محقق مهما طاال الوقت .